• حركة البناء المغاربي مشروع الوثيقة التأسيسية

     

    ملاحظة للسيدات والسادة الأعضاء

    هذه الورقة المختصرة تعرف بالمشروع في منطلقاته وخطوطه العامة التي سيصاغ على أساسها البيان التأسيسي والوثيقة المرجعية للمؤتمر التأسيسي للحركة.

    شرعية التأسيس

    مقدمة عامة

    نحن طرف من المجموعة الوطنية، يحمل رسالة الثورة المباركة، ومن وراءها طموح و أمال حركة النضال الوطني بمختلف أجيالها ومواقعها الإيديولوجية والسياسية. همنا الأساسي تجسيد مضامين التحرر الشامل في مشروع متكامل، يجمع بين المبدئية العميقة، والواقعية المتأنية والفاعلية المبدعة، على قاعدة الإضافة النوعية للمشهد السياسي العام، واستكمالا لفعل الثورة ذاتها التي فجرها شباب تونس، وأحتضنها الشعب، والتحمت بها النخب المناضلة والشريفة.

    في الشرعية أو من نحن ؟

    ولدت حركة البناء المغاربي اليوم على أرضية الوعي التاريخي، بأن أي مشروع وطني تحرري شامل لا ينتبه إلى عمقنا الحيوي المغاربي، هو مشروع ناقص وغير مستوعب لطبيعة التحولات الاستراتيحية في عالمنا المعولم الذي تقوده أنصبة إمبراطورية مهيمنة ثقافيا وسياسيا واقتصاديا وعسكريا، أداتها الأساسية الشركات المتعددة الجنسيات والعابرة لكل الأسواق الوطنية اختراقا وتأميما، وإلحاقا، وتجويفا لمعنى الخصوصية والسيادة والاستقلالية.

    وأمام حقيقة ديناميكية التشكل الإمبراطوري المهيكل سياسيا، والموجه اقتصاديا، والمدجج عسكريا لا نرى لتونسنا العزيزة مستقبلا خارج عمقها المغاربي والعربي والإسلامي وهو ما يؤسس لشرعية العنوان السياسي المغاربي الذي التقينا عليه اليوم وما يميزنا على كل العناوين في الساحة الوطنية والمغاربية التي جعلت من الوحدة المغاربية بعدا من أبعاد عملها هو أن المسألة المغاربية في حركتنا ليست بعدا بل منطلقا للتفكر ورسم الاستراتجيات والبرامج العملية. فالوحدة المغاربية بالنسبة للحركة، أرضية الالتقاء، ومنطلق الرؤية، وقاعدة العمل، وافقه الاستراتيجي.

    في الخلفية الفكرية

    حركة البناء المغاربي و مربع القيم

    حركة الباء المغاربي هي الوعاء التاريخي لمنظومة القيم المركزية التي أفرزتها السرديات الإيديولوجية الكبرى في الفضاء العربي والإسلامي، منذ بداية عصر النهضة في أواخر القرن التاسع عشر إلى اليوم.

    وهي على التوالي :

    الهوية

    الهوية هي القيمة الأساسية والمركزية في مشروع الاصلاح بمختلف تعبيراته الحركية والسياسية المعاصرة، وحركة البناء لمغاربي حلقة وصل وتواصل مع جهد التجديد والتجدد في إعادة اكتناه واستيعاب وتمثّل عناصر هويتنا العربية الإسلامية، على اعتبارها المكون الأساسي للشخصية الوطنية والمغاربية. والحركة تعتبر أن الهوية معطى تاريخي مركب و في ديناميكية متدفقة جوهرها جدل الاحتفاظ والتجاوز على قاعدة المخزون التاريخي والموروث الثقافي المشكل لعناصر هوتنا العربية الإسلامية بتعبيراتها المتعددة ومكوناتها الثابتة

    الحرية

    الحرية كقيمة هي مركز الثقل تنظيرا وعملا لدى حركات التحرر بمختلف مدارسها الكلاسيكية والحديثة والمابعد حداثية. وحركة الوحدة المغاربية تتمثل الحرية بوصفها جوهر الذات الإنسانية، ومدار قدرتها على تجاوز إكراهات وجودها الرمزي والمادي والاجتماعي، فالحرية ببعديها الفردي والاجتماعي، هي عند الحركة مدار تفكير وأفق عمل مستمرين في اتجاه تكريس مبدأ الوجود الإنساني باعتباره انجاز عاقل وتراكمي لجدل الجرية والضرورة . وتعتبر الحركة أن النظام الديمقراطي هو الوعاء الاجتماعي والسياسي الأفضل لتركيز قيمة الحرية، بأبعادها الفردية والجماعية. لذلك فنضالنا من اجل الديمقراطية، هو نفسه مسار التجذر التاريخي لهوية حركتنا ثقافيا وسياسيا.

    العدالة الاجتماعية

    العدالة الاجتماعية هي المعنى والأساس والمدار المركزي الذي تأسس على قاعدته العمران البشري. والعدالة الاجتماعية عند حركة البناء المغاربي هي مساواة في توفير شروط الوجود الفردي والمدني، و مساواة في حظوظ المشاركة في عملية الإنتاج، وعدالة في توزيع الربح والثروة بين جميع مكونات العملية الانتاجة. والعدالة الاجتماعية كأفق لإرادة التحرر الاجتماعي، هي عندنا مسار نضالي يومي متعدد الواجهات نتحرك في اتجاهه بمعنى الوعي الخلدوني بأن العدل أساس العمران وبأن الظلم خراب.

    الوحدة

    الوحدة القومية أو الأممية، طموح ألهم أجيالا على مدى القرن الفارط.، وقد تشكلت إيديولوجيا وسياسيا على قاعدة المعنى الوحدوي العديد من التجارب الحركية والحزبية . وحركة البناء المغاربي تندرج ضمن هذا الطموح الوحدوي، وتعتبره في مداه المغاربي ضرورة حيوية لشعوب المنطقة في المدى القريب والمتوسط. وتعمل الحركة في دائرة إنجاز الممكن من الطموح الوحدوي العام، فمسار تطور حركتنا هو نفسه مسار انجاز الممكن التاريخي للوحدة على قاعدة التسليم بأن وحدة مغربنا الأهلي والمدني العميق قبل وحدة سطحه السياسي.

    والخلاصة:

    إن مربع القيم الذي تقوم عليه الهوية الفكرية لحركة البناء المغاربي هو استدعاء جديد ومتجدد للمعاني الكبرى التي قام عليها مشروع التحرر العربي والإسلامي منذ بدايات عصر النهضة إلى اليوم والحركة فكريا بهذا المعنى هي حاضنة عقائدية تراكمية لهذا المشروع وإعادة صياغة لمعانيه وقيمه المركزية في أفق هوية مفتوحة ومتحركة.

    في سؤال المشروعية

    الوحدة المغاربية الطريق الرابع

    الطريق الرابع هو رهان استراتيجي مستوعب لأهم مقاربات الوحدة المغاربية وهي في عمومها ثلاثة

    1. الطرح الإيديولوجي

    نقصد بالمقاربة الايديولوجية الطرح الدي تأسس على قاعدة ثنائية الأمة/الدولة كما تبلورفي الفكر السياسي الاوروبي بداية القرن التاسع عشر، وتبناه التيار العروبي والإسلامي في بداية القرن الفارط. ويتأسس هذا الطرح على ميكانيكية وحتمية الوحدة السياسية للأمة، وذلك بالارتكاز على مقومات وجودها التاريخي كوحدة الدين واللغة والأرض والجنس والمصير. وهي مقاربة لا تصمد طويلا أمام الدراسة التاريخية المتأنية لديناميكية التباعد والتفكك وحركية الوصل والفصل في المنطقة ،والتي تحيل على مدى وعمق تهويمات الاسقاط النفسي والارادوية التاريخية والايديولوجية في تزييف المعطى التاريخي ذاته.

    والأكيد أن ما انتهى إليه الوجود السياسي العربي من تمزق وتفك يؤكد محدودية هذه المقاربة بوجهها الإسلامي والعروبي في إنجاز الطموح الوحدوي.

    2. المقاربة الاقتصادية

    وهي التي تركز في المدى القريب على وحدة السوق كمقدمة لانجاز التكامل أو الاندماج بين أقطار المنطقة والعطب البنيوي في هذه المقاربة يتصل أساسا في غياب التصور الاستراتيجي لبناء سوق مغاربي سويّ وذلك يتملك عناصر المناعة والقدرة على المنافسة, ففكرة السوق المغاربية تتداولها بعض الدراسات الأكاديمية المرتبطة بأجهزة التخطيط الاستراتيجي في أوروبا وأمريكا ولدى القوى العالمية المنتجة أساسا بحكم حاجتها للأسواق الاستيعابية والاستهلاكية الضخمة والمقاربة الاقتصادية رغم أعطابها المذكورة فإنها الأكثر مشروعية وأقربها لإستراتيجية الحركة وأجندتها التي سنعمل عليها في المستقبل المنظور.

    3- المقاربة الرسمية

    والمتمثلة في إنشاء إتحاد دول المغرب العربي وهي خطوة في الاتجاه الصحيح رغم فوقية المبادرة وبقاءها رهينة لتناقض وحسابات أنظمة المنطقة مما شل مؤسسات الاتحاد فبقي هيكلا بدون روح حركة الوحدة المغاربية ستعمل على تفعيل مؤسسات الاتحاد وإقناع الأطراف الرسمية المكونة له بضرورة نزع الالغام الكثيرة المعطلة لذلك المسار .

    4- الطريق الرابع أو في فن أنجاز الممكن لتحقيق الطموح

    هو المحصلة التراكمية للمشاريع السابقة، وقدرة متجددة على استيعاب مقومات القوة في تلك المقاربات، ومحاولة جديدة للتعبير عنها تاريخيا في أفق استراتيجي دالته الواقعية والمرونة والبراغماتية في إنجاز الممكن.

    إن رهاننا المركزي في مشروعنا ليس فقط الوحدة السياسية أو الدولة المغاربية الواحدة، وإنما المجتمع المدني المغاربي الواحد، والتنمية البشرية فمركز الثقل والرهان في مشروعنا هو المغرب العميق وتكوين نسيج جمعياتي مغاربي ينشط في مجال التنمية البشرية يعمل على أرضية واحدة، و في أفق واحد، وبمسالك متعددة، تحترم الخصوصية وتبتعد بالمشروع عن بؤر التوتر والاختلاف التي يمكن أن تنحرف بالمسار أو تعطله، والرهان على المجتمع المدني على اعتباره مصب المشروع الوحدوي ورافعته التاريخية هو التعبير السياسي عن التجاوز التاريخي للعطب المركزي في مشاريع التغيير بالمنطقة التي راهنت على الدولة كرافعة وأداة ونهاية لمشاريع التغيير وهو الرهان الذي عصف بأغلب تلك المشاريع وأستنزفها قيميا وفكريا وبشريا وجوف فكرة الوحدة ذاتها من جاذبيتها وألقها وعناصر قوتها التاريخية.

    ملحق

    هذه محاولة للإجابة على أكثر الأسئلة تداولا بين المعنيين بالمشروع

    علاقة السياسي بالمدني في المشروع

    إن ما يبدو مفارقة في مضمون الرهان الاستراتيجي للحركة والقاضي بتكوين نسيج جمعياتي والعم مع المجتمع المدني يلخصه الاعتراض التالي ادا كان الرهان فلماذا الحزب اسياسي بدل المنظمة الجمعية إن هذا السؤال يمكن الاجابة عليه من زاوية نظرية والرأي عند الحركة أن المجتمع المدني مجال الخاص والخصوصي هذا في حين اسياسي مجال العام والعمومي وإن أي قضية تتطور من الخاص لتؤثر على المصير العام فإنها تتحول من المدني إلى السياسي ولعل أقرب مثال على هذا التحول في موقع القضية هي قضية البيئة التي كانت لمدة قصيرة في الماضي شأنا خاصا حاولت علاجها مؤسسات المجتمع المدني ولما تطور مشكل التلوث وأصبح على علاقة بالمصير العام تحول الاشكال في الموقع والاداة فكان أن تموقع في المجتمع السياسي وشهدنا بروز أحزاب الخضر في مختلف أرجاء العالم والمسألة المغاربية ومشكل الوحدة نتبناه في الحركة غلى أنه ضرورة حيوية على صلة مباشرة بالمصير العام لذلك عبرنا عليها في المجتمع السيسي بأداته التقليدية وهي الحزب السياسي هذا من ناحية نظرية اما من ناحية سياسية

     

    أولويتنا في تونس الآن ؟

    أولوية الحركة في تونس سياسيا هو تكوين مدرسة جديدة في العمل العام تقطع مع ثقافة الاحتجاج التي تكونت عليها النخبة السياسية بفعل الإقصاء والتهميش واحتكار الحكم من طرف الحزب الحاكم منذ الاستقلال إلى اليوم وحركتنا تطمح على تجسيد تلك القطيعة الثقافية بتكوين نخبة سياسية جديدة تفهم العمل السياسي على انه فضاء تبادل ومشاركة ومنافسة في القدرة على تقديم البدائل وإثبات الكفاءة والجدارة والاستعداد للتداول على الحكم.

    علاقة القطري بالإقليمي ؟

    الحركة سياسيا هي حركة وطنية تلتزم دستور البلاد وقوانينها، وتعمل ضمن منظومة العمل الحزبي الوطني بأدواته ومسالكه، كما تعمل الحركة على إقناع أشقائنا في بقية دول مغربنا الكبير بنجاعة الطريق الرابع. وخطتنا المعلنة جوهرها التعاون مع مكونات المجتمع السياسي والمدني ببقية أقطار مغربنا الكبير لتركيز مؤسسات عمل مشترك في مجال التنمية البشرية باتساعها واليات متابعة مستمرة وفعالة لتطوير المشروع وإسناده بكل مفاعيل النجاعة الممكنة.

     

     

    votre commentaire



    Suivre le flux RSS des articles
    Suivre le flux RSS des commentaires